تحديات حرب الأسلحة الآلية والمشتركة: دروس لأوكرانيا من سوريا والعراق
فبراير 22, 2023جيف جاغر
جيف جاغر
لا تزال سلسلة الخطط المعلنة لزيادة المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا مستمرة. تعهدت الولايات المتحدة، وبعض الحلفاء في حلف الناتو الآن، بتقديم مركبات مشاة قتالية متقدمة ودبابات قتالية رئيسية، ويبدو أنهم يفكرون في تقديم طائرات مقاتلة متقدمة أيضًا. إذا تمكن الغرب من الوفاء بوعوده بتجهيز وتدريب أوكرانيا بهذه المركبات القتالية البرية الآلية والمصفحة في الوقت المناسب، وربما حتى قبل هذا الربيع، فقد يكون ذلك بمثابة "تغيير في قواعد اللعبة" – ولكن ليس بالضرورة. من المُحتمل أن تعتمد أيًا من النتيجتين على مجموعة من العوامل، بما في ذلك تفاصيل حول متغيرات الأنظمة الأساسية للمعدات التي يقدمها الغرب، ومستوى وجودة وحزم التدريب واللوجستيات (المأمولة)المصاحبة لتقديم هذه المعدات، وقدرة أوكرانيا على توليد قوة قتالية فعلية باستخدام هذه المعدات المقدمة والتدريب واللوجستيات، وأخيرًا، أنواع العمليات التي تستخدم فيها أوكرانيا هذه القوة القتالية المذكورة.
عقيدة الأسلحة المشتركة
استلزم الغزو الروسي والحرب المستمرة في أوكرانيا باستخدام تشكيلات آلية ومدرّعة عددًا من الاستجابات من جانب القوات الأوكرانية، بما في ذلك المقاومة والعمليات الدفاعية والهجومية بشكل متزايد. تلقت الوحدات الأوكرانية، وما تزال، التدريب في أوروبا على عمليات الأسلحة المشتركة، حيث من المحتمل أن تكون التأثيرات المجمعة لقوات المشاة والدروع والمدفعية والمهندسين والأسلحة القتالية الأوكرانية ضرورية لطرد القوات الروسية من البلاد ، لا سيما بالنظر إلى التحسينات طويلة المدى والمستمرة للمواقع الدفاعية الروسية. تعتبر العمليات القتالية للأسلحة المشتركة صعبة، حتى بالنسبة للقوات الحديثة المدربة والمجهزة جيدًا، ومن المرجح أن يكون اختراق عمليات الأسلحة المشتركة لخطوط الدفاع الروسية صعبًا بالمثل، لا سيما على مستوى الكتيبة أو اللواء أو المستوى الأعلى المطلوب. بينما اكتسبت أوكرانيا بالتأكيد خبرة قتالية مهمة خلال العام الماضي، إلا أن قدرتها على القيام بعمليات أسلحة مشتركة تحسنت بشكل بطيء. حتى في الجيش الأمريكي وفي حلف الناتو، هناك عدد قليل من العسكريين في الخدمة لديهم خبرة قتالية فعلية في هذا النوع من عمليات الأسلحة الآلية والمدرعات المشتركة واسعة النطاق، التي تستعد أوكرانيا للقيام بها، فقط لأن مثل هذه العمليات القتالية كانت نادرة للغاية خلال العقدين الماضيين.
تقوم الولايات المتحدة والحلفاء في الناتو بتدريب الوحدات العسكرية الأوكرانية على عمليات الأسلحة المشتركة، بما فيها، على الأقل، الأنظمة التي أعلنت الولايات المتحدة عن تقديمها لأوكرانيا، يعرّف الجيش الأمريكي عمليات الأسلحة المشتركة بأنها:
"التطبيق المتزامن والمتوازي للأسلحة لتحقيق تأثير أكبر مما لو تم استخدام كل سلاح بشكل منفصل أو متتابع. يجمع القادة بين الأسلحة في طرق تكاملية ومعززة لحماية القدرات وتضخيم تأثيراتها. في مواجهة الوضع المتغير باستمرار، يخلق القادة مجموعات جديدة من القدرات والأساليب والتأثيرات لإيجاد معضلات جديدة أمام الخصوم. نهج الأسلحة المشتركة في العمليات القتالية أثناء المنافسة والأزمات والنزاع المسلح هو أساس لاستغلال القدرات من جميع المجالات وأبعادها".
يمكن القول إن فكرة عمليات الأسلحة المشتركة قديمة قدم العنف المُنظم نفسه، ويعود تاريخها إلى عام 3000 قبل الميلاد على الأقل. تجد عقيدة الأسلحة المشتركة اليوم جذورها في الحروب اليونانية والفارسية القديمة، ويمكن إرجاع صورتها الأكثر حداثة إلى عمليات نشر الدروع والمشاة والمدفعية في معارك القرن السابع عشر. حديثًا، ربما يكون غزو العراق في 1990/1991 و2003 خير مثال على عمليات الأسلحة الأمريكية الآلية المدرعة المشتركة واسعة النطاق. عقيدة الجيش الأمريكي بشأن هذه العمليات مُوسعة ومُفصّلة على نطاق واسع. تقدم الحرب في أوكرانيا أحدث مثال على ذلك.
عمليات الأسلحة المشتركة في أوكرانيا
في البداية، كانت هناك "القليل من الأدلة على أن الأوكرانيين (كانوا) ينفذون عمليات هجومية مشتركة بالأسلحة". لكن تغير هذا الأمر بمرور الوقت، حيث حوّلت أوكرانيا تركيزها من المقاومة والدفاع إلى العمليات الهجومية بالأسلحة المشتركة، وأدرجت تدريبات إضافية على عمليات الأسلحة المشتركة لتشكيلاتها، والتي أجرت الولايات المتحدة معظمها في ألمانيا. في هذا التدريب، "تقضي الكتائب الأوكرانية ما يصل إلى ستة أسابيع لتتعلم كيفية وضع الدبابات والمدفعية والأسلحة الأخرى في طبقات لتعظيم آثارها قبل الهجوم المضاد المتوقع ضد القوات الروسية المتمركزة في الأراضي الأوكرانية". الآن بعد ما يقرب من عام من الحرب، طورت أوكرانيا بوضوح عقيدة أسلحة مشتركة، وأثبتت قدرتها على خوض حرب أسلحة مشتركة بشكل فعال. كما كتب العقيد بالجيش الأمريكي (متقاعد) عاموس سي فوكس (Amos C. Fox) لجمعية جيش الولايات المتحدة، "يُظهر النشاط التكتيكي لأوكرانيا تقديرًا شديدًا لعمليات الأسلحة المشتركة والقدرة على تطبيقها. تمكّنت أوكرانيا من مضاعفة التأثير الإيجابي للانتصارات الصغيرة في سياق نجاح تكتيكي وعملي... [و] تمتلك القوات المسلحة الأوكرانية فهمًا واضحًا لمعارك الأسلحة المشتركة وإطار C2 [القيادة والتحكم] الذي يسهل عمليات الأسلحة المشتركة". ومع ذلك، تشير الخسائر القتالية – أكثر من 400 دبابة، وأكثر من 400 مركبة قتال مشاة، وأكثر من 700 مركبة بعجلات – إلى استمرار الحاجة لتحسين فعالية استراتيجية الأسلحة الأوكرانية. يعتبر تقديم دبابات برادليز (Bradleys) ومدرعات سترايكرز (Strykers) ودبابات إبرامز (Abrams) ودبابات ليوبارد (Leopards) ودبابات تشالنجيرز (Challengers)، التي تعهدت الولايات المتحدة وحلف الناتو تقديمها لأوكرانيا، بالإضافة إلى حزم التدريب واللوجستيات المصاحبة استجابة لهذه الحاجة.
لا ينبغي الاستهانة بصعوبة توفير المعدات الآلية والمدرعة بسرعة لأوكرانيا، والتدريب على استخدام هذه المعدات في عمليات الأسلحة المشتركة، وضمان قدرة أوكرانيا على الحفاظ على القوة القتالية واستمراريتها. لقد أوضح عدد كبير من المراقبين بالفعل التحدي المُتمثل في تحويل المعدات إلى قوة قتالية. وتشمل هذه التحديات التدريب على المهام على مستوى الفرد والطاقم والفصيلة والسرية، والمهام ذات المستوى الأعلى، والتي تحدث بسرعة في عمليات الأسلحة الآلية والمدرعة، على الأقل "عشرة أضعاف سرعة الحرب المعتادة". إن وصف التحدي الهائل الذي تواجهه أوكرانيا في هذه العملية يتجاوز الكلمات، كتب العقيد (متقاعد) بالجيش الأمريكي دانيال ديفيز (Daniel Davis) أنه لا يستطيع "التأكيد بما فيه الكفاية على مدى صعوبة توفير أوكرانيا لقوات آلية ذات قوة كافية لطرد القوات الروسية في ظل الظروف الحالية". وخصوصا مع ضيق الوقت المرتبط بتوقعات هجوم الربيع، وبالجداول الزمنية للتدريب للقوات الأوكرانية، التي قد تم تكثيفها من مدة عام إلى فترة أقل، حيث يتطلب الأمر عادة وحدة كاملة من الجيش الأمريكي لإكمال تدريب شامل. كما يقر المناصرون للمثلث الحديدي، فإن إنتاج شيء بسرعة - في هذه الحالة، القوة القتالية على أساس المعدات المقدمة - يميل إلى أن يكون مفاضلة سلبية من حيث التكلفة أو الجودة. وفي حين أن التكلفة ليست عاملًا مهما إلى حد كبير في هذه الحالة، فقد يكون تجنب ديناميكية الجيد والسريع والرخيص أمرًا مُمكنًا. ومع ذلك، وفقًا للقانون العام لتوازن الأعمال، فإن تسريع الجدول الزمني لتدريب الجنود الأوكرانيين بشكل كبير قد ينتج عنه قدرة أسلحة مشتركة أوكرانية أقل جودة مما هو مرغوب فيه.
علاوة على ذلك، يبدو أن الهجوم الأوكراني لطرد روسيا من الأراضي الأوكرانية المُحتلة يشمل واحدة من أصعب عمليات الأسلحة المشتركة: الاختراق واسع النطاق. برر وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسة كولين كال (Colin Kahl) مؤخرًا توفير منظومات آلية ومدرَّعة لأوكرانيا من خلال توضيح أن أوكرانيا ستحتاج إلى مثل هذه المعدات لاختراق الدفاعات الروسية. كما أوضح، "الروس يحفرون حقًا، إنهم يحفرون، إنهم يحفرون الخنادق، ويضعون دفاعات أنياب التنين، ويزرعون الألغام." كما قدّر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي (Mark Milley) مؤخرًا أنه "سيكون من الصعب جدًا جدًا إخراج القوات الروسية عسكريًا من... كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا. هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يحدث - لا يعني أنه لن يحدث، لكنه سيكون صعبًا للغاية". وتجدر الإشارة إلى أن كلا تقييمي القائدين الأمريكيين الكبار يقر بتقارير متاحة تفيد بأن روسيا قد أمضت الأشهر العديدة الماضية في تحسين مواقعها الدفاعية، بما في ذلك توسيع الخنادق، وتقوية التحصينات الحالية، وإقامة حواجز جديدة، بما في ذلك أميال وأميال من الخنادق المضادة للدبابات الجديدة، والحواجز وأنياب التنين.
عملية درع الفرات وعملية الغضب الشبحي
حتى عمليات الأسلحة الآلية والمدرعات القتالية الأقل تعقيدًا أثبتت مؤخرًا أنها صعبة. ربما تقدم الغارات التركية المتعددة في شمال سوريا منذ عام 2016 أمثلة مفيدة. بينما نشرت الولايات المتحدة أيضًا وحدات آلية في شمال سوريا، بما في ذلك مركبات برادلي القتالية، فقد تم توظيف هذه الوحدات بشكل عام لدعم قوات سوريا الديمقراطية أو في أدوار أمنية، مثل حراسة حقول النفط السورية، وليس في سياق عمليات الأسلحة المشتركة التي يتم تدريب القوات الأوكرانية عليها. ومع ذلك، فقد نفذت تركيا العديد من عمليات الأسلحة المشتركة في شمال سوريا، وعلى هذا النحو، فهي واحدة من عضوين فقط في الناتو (الأخرى هي فرنسا في مالي) التي نشرت بالفعل على نطاق واسع وحدات ميكانيكية و/أو مدرعة في عمليات أسلحة مشتركة في القتال في العقد الماضي. أظهرت تركيا في عملية درع الفرات في خريف عام 2016، أول توغل تركي واسع النطاق في شمال سوريا، "الأهمية المستمرة للقوة البرية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية." وبينما نجحت تركيا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية المحدودة في كل من عملياتها اللاحقة في شمال سوريا من خلال القيام بعمليات أسلحة مشتركة نموذجية، فإن الدروس التكتيكية والتشغيلية المستفادة من تجربة تركيا قد تكون مفيدة لفهم أنواع التحديات التي ستواجهها أوكرانيا ضد مواقع دفاعية روسية مجهزة - على الرغم من أنها من المفترض أقوى بكثير من الجماعات المسلحة التي واجهتها تركيا في شمال سوريا.
الدرس الرئيسي المستفاد من عملية درع الفرات هو أن الدبابات معرضة للخطر في ساحة المعركة الحديثة، وهو ما تعلمته كل من أوكرانيا وروسيا مؤخرًا. والجدير بالذكر أن تركيا فقدت ما لا يقل عن ثماني دبابات من طراز ليوبارد 2A4 خلال توغلها في سوريا عام 2016، وربما ما قد وصل إلى اثنتي عشرة دبابة. من بين الدبابات التي خسرتها تركيا، خمس دبابات على الأقل تم استهدافها بصواريخ مُوجهة مضادة للدبابات [تحليل عميق أجرته مجموعة بيلنج كات (Bellingcat) للصحافة الاستقصائية، يعرض تفاصيل خسائر كل معركة تركية بالتفصيل]. بناءً على ذلك، وصف أحد المحللين ليوبارد 2A4 بأنها "ليست مصفحة بشكل جيد على الإطلاق".
سيلاحظ المراقبون المتحمسون أن دبابات ليوبارد A42 هي، في بعض الحالات، نفس نوع الدبابات التي أعلن حلفاء الناتو أنهم يخططون لتزويد أوكرانيا بها. في أواخر يناير/كانون الثاني 2023، أعلنت أوكرانيا أن شركائها تعهدوا، بتزويدها بإجمالي 321 دبابة، وهو رقم أعلى بكثير من 81 دبابة حديثة، تعهدت بها كلا من الولايات المتحدة (31 دبابة أبرامز)، وألمانيا (14 دبابة ليوبارد 2A6 )، والمملكة المتحدة (14 دبابة تشالنجر 2)، وبولندا (14 دبابة ليوبارد 2)، وكندا (أربع دبابات ليوبارد 2)، وأسبانيا (دبابات ليوبارد 2E وليوبارد 2A4 دون تحديد العدد)، والنرويج (ثماني دبابات ليوبارد 2A4)، وهولندا (تنظر في تقديم 18 دبابة ليوبارد 2A7)، وفنلندا (دبابات ليوبارد 2A4 دون تحديد العدد)، والبرتغال (تنظر في تقديم أربع دبابات 2A6NL). قد يكون أداء بعض هذه الدبابات في أوكرانيا أفضل مما كان عليه الحال مع دبابات ليوبارد 2A4 التركية في سوريا، حيث إن العديد منها موديلات أكثر تقدمًا من المخزون التركي، وبما أن خسائر تركيا في سوريا نتجت، جزئيًا، من حالات التوظيف التكتيكي والتشغيلي غير الكافي على ما يبدو لهذه الأسلحة. تخطط ألمانيا والدنمارك وهولندا أيضًا لتوفير ما يصل إلى 178 دبابة من طراز ليوبارد 1 القديم لأوكرانيا، لكن العديد من هذه الدبابات بحاجة إلى التجديد، مما يستلزم جدولًا زمنيًا طويلاً. يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكان أوكرانيا دمج هذه المعدات بنجاح في عمليات الأسلحة المشتركة أم لا، على الرغم من أن قدرة أوكرانيا على استخدام الأسلحة المشتركة، التي تم إثباتها بالفعل، تشير إلى أنها قد تتجنب أنواع الخسائر التي تعرضت لها تركيا في سوريا.
العديد من القراء - لا سيما في الولايات المتحدة، حيث يسود الخطاب المناهض لتركيا في الحكومة ووسائل الإعلام، لأسباب ليس أقلها إن التوغلات التركية في شمال سوريا استهدفت القوات الكردية السورية التي اختارت الولايات المتحدة التعاون معها في مواجهة داعش (على الرغم من حقيقة أن هذه القوات الكردية السورية تتداخل بشكل عميق مع حزب العمال الكردستاني، الذي صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أجنبية) - قد يجدون المثال التركي غير مُقنع أو غير جذاب. على هذا النحو، أقدم مقتطفًا ثانيًا أكثر ارتباطًا: عملية الغضب الشبحي، حيث قامت القوات الأمريكية بتطهير مدينة الفلوجة العراقية في عملية قتالية واسعة النطاق للأسلحة المشتركة في نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
قد تكون عملية الغضب الشبحي آخر عملية قتالية واسعة النطاق للأسلحة المشتركة تستخدم قوات ميكانيكية ومدرّعة جنبًا إلى جنب مع تشكيلات آلية (بعجلات) يديرها الجيش الأمريكي. في هذه العملية، تم تعزيز الفوج القتالي الأول لقوة الاستطلاع البحرية 1 (RCT-1) والفوج القتالي 7 (RCT-7) من قِبَل كتيبة ميكانيكية تابعة للجيش الأمريكي (فرقة العمل 2-7 من سلاح الفرسان وفرقة العمل 2-2 مشاة)، ولواء المدرعات (اللواء الثاني، فرقة الفرسان الأولى)، والعديد من الوحدات الأمريكية الأخرى وقوات الأمن العراقية.
بصفتي ضابط في فرقة 2-2 مشاة عمل في الفوج القتالي RCT-7 في الأسابيع التي سبقت عملية الغضب الشبحي، وكقائد معركة فرقة المشاة 2-2 الذي ساعد في القيادة والسيطرة أثناء التقدم في ساحة المعركة مع مجموعة القيادة أثناء عملية الغضب الشبحي، لدي خبرة مباشرة في تحديات عمليات الأسلحة الآلية/المدرعة واسعة النطاق في القتال. تطلبت عملية تطهير الفلوجة وتأمينها عمليات اختراق متعددة ومتزامنة للعقبات الرئيسية، بما في ذلك الألغام والعبوات الناسفة والمواقع الدفاعية على طول الحافة الشمالية للمدينة، والتي شكلت "تحديًا كبيرًا لدخول المدينة". لم يكن اختراق هذه العوائق مهمة سهلة بأي حال من الأحوال. على سبيل المثال، فشلت الكتيبة الأولى، الفرقة الثالثة من قوات المارينز، المُكلفة باختراق وسط منطقة عمليات RCT-7 في القيام بذلك، على الرغم من عدة ساعات من المحاولات. في النهاية، استخدمت الكتيبة الأولى، فرقة المارينز الثالثة، الاختراق الذي قامت به فرقة المشاة 2-2 (تم تأمينها بخسائر كبيرة) لإجلاء الضحايا وتحريك القوات إلى المدينة. تكبدت القوات الأمريكية خسائر كبيرة في عملية الغضب الشبحي، حيث قُتل 82 شخصا أثناء القتال وأصيب أكثر من 600 آخرين. توضح عملية الغضب الشبحي أنه حتى بالنسبة لوحدات المارينز والجيش الأمريكية المُدربة تدريباً عالياً والمتمرسة في القتال، فإن العمليات القتالية للأسلحة المشتركة - وعلى وجه الخصوص، الاختراق المشترك للأسلحة – هي عمليات صعبة للغاية.
كما يوضح هذان المثالان، وكما تشير التقييمات التي أجراها كال وميلي (Kahl and Milley) أعلاه، فإن طرد روسيا من مواقعها الدفاعية المعدة في أوكرانيا سيكون مهمة شاقة للجيش الأوكراني.
جيف جاغر هو ضابط متقاعد بالجيش الأمريكي في مكتب الشئون الإقليمية السياسية-العسكرية (الفاو)، وخدم في القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا USEUCOM-USCENTCOM، كان ملحقًا عسكريًا في قبرص، وضابط تدريب واتصال في شؤون العقيدة العسكرية في تركيا، ومسؤول مبيعات عسكرية أجنبية ورئيس مكتب التعاون الدفاعي في لبنان. كما عمل مستشارًا عسكريًا في وزارة الخارجية. وهو طالب دكتوراه في برنامج العلاقات الدولية بجامعة سالف ريجينا (Salve Regina).
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس السياسة الرسمية أو الموقف الرسمي لوزارة الدفاع أو الحكومة الأمريكية. وجود روابط خارجية (hyperlinks) لا يعني تأييد وزارة الدفاع الأمريكية للمواقع الإلكترونية هذه أو المعلومات أو الخدمات الواردة فيها. لا تمارس وزارة الدفاع أي سلطة تحريرية أو سيطرة على المعلومات التي قد تجدها في هذه المواقع. مراجعة هذه المواد من قبل المكتب المختص في وزارة الدفاع لا تعني موافقة وزارة الدفاع على ما هو وارد في المقال.
رمزي حيدر/وكالة الأنباء الفرنسية/جيتي إيماجيز
معهد الشرق الأوسط مؤسّسة مستقلّة وحياديّة وتعليمية لا تبغي الربح. لا يشارك المعهد في أنشطة المناصرة، وآراء الباحثين لا تعبّر عن آراء المعهد. يرحّب معهد الشرق الأوسط بالتبرّعات المالية، لكنّه يحتفظ بالحقوق التحريرية الحصرية في أعماله، كما أنّ المنشورات الصادرة عنه لا تعبّر سوى عن آراء كتّابها. يرجى زيارة هذا الرابط للاطّلاع على لائحة بالجهات المانحة لمعهد الشرق الأوسط.