هل تخاطر واشنطن بانهيار العراق؟
أكتوبر 05, 2022روبرت س. فورد
روبرت س. فورد
وجه وزير الخارجية مايك بومبيو تحذيرًا للحكومة العراقية من أجل وقف الميليشيات المدعومة من إيران والمسؤولة عن الهجمات على السفارة الأمريكية وإلا فقد يغلق الأمريكيون سفارتهم. بدوره، حذر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي العراقيين أثناء عطلة نهاية الأسبوع من أن إغلاق السفارة سيؤدي إلى انهيار اقتصادي في العراق. كما تحرك لعزل الميليشيات سياسيًا، لكنه أظهر رغبة ضئيلة للدخول في مواجهة شاملة والتي من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع قتال عنيف في العديد من المدن الكبرى. وبدلاً من ذلك، أمر بإعادة تنظيم قوات الأمن العراقية التي تحمي المنطقة المحيطة بالسفارة، في حين ادعت وزارة الداخلية اعتقال أشخاص متورطين في الهجمات الصاروخية. كما منحت واشنطن بغداد 60 يومًا فقط لإظهار تقدم في خفض واردات الطاقة من إيران وإلا ستفرض عقوبات. صرح الكاظمي مرارًا وتكرارًا أن العراق لا يريد أن يقع في قلب الصراع بين الولايات المتحدة وإيران. الجدير بالذكر أن المتظاهرين المحتجين في بغداد الأسبوع الماضي على أوجه التقصير الحكومية هتفوا أيضًا بأنه يجب على إيران والولايات المتحدة ترك العراق وشأنه.
يلمح الأمريكيون إلى أنه يمكنهم نقل البعثات الدبلوماسية وبعثات الدعم العسكري من بغداد إلى مناطق عراقية أبعد، بما في ذلك أربيل في كردستان العراق. لا يمكن للأمريكيين الانسحاب بالكامل من العراق لأن أربيل قاعدة لوجستية حيوية للعمليات الأمريكية في شرق سوريا. وقد أرسلت الميليشيات رسالة أخرى في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) بإطلاق صواريخ سقطت بالقرب من مطار أربيل. كما نصبوا كمينًا لقافلة إمداد أمريكية قادمة من الكويت. وفي وقت مبكر من يوم 5 أكتوبر، سقطت صواريخ أخرى بالقرب من مطار بغداد، حيث يوجد أفراد عسكريون أمريكيون، وكذلك بالقرب من السفارة الأمريكية. من غير المحتمل في المستقبل المنظور الوقف الكامل للهجمات ضد المصالح الأمريكية. إن إغلاق السفارة الأمريكية في بغداد سيكون بمثابة هزيمة سياسية لواشنطن، والسؤال هو ما إذا كان بإمكان العراقيين كبح جماح الميليشيات بما يكفي لإرضاء إدارة ترامب.