مخاطر الاستهانة بالتهديد الحوثي
نوفمبر 16, 2023فاطمة أبو الأسرار
فاطمة أبو الأسرار
قبل يومٍ من هجوم حركة "حماس" الإرهابي على جنوب إسرائيل، نشرت صحيفة "المسيرة" التابعة لميليشيا حركة "أنصار الله" الحوثية مقالًا بعنوان "السلامُ مع اليهود.. في مواجهتهم لا في مصافحتهم"، انتقد كاتبُها بشدَّة دول الخليج العربي لاستعدادها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مُعتبِرًا أنَّ في ذلك خضوع للهيمنة الإقليمية للولايات المتَّحدة الأمريكية وإسرائيل. هذا الموقف العدواني تجاه كلٍّ من الولايات المتَّحدة وإسرائيل متجذِّرٌ في الثقافة السياسية للحركة الحوثية، التي يشير شعارها بوضوح إلى معارضتها الشرسة لليهود وهدفها المتمثّل في تدمير الولايات المتّحدة وإسرائيل – وهو انعكاس لقناعاتها الأيديولوجية منذ تأسيسها.
نشأت الحركة الحوثية، وهي فصيلٌ شيعي مسلَّح ينتمي إلى الطائفة الزيديّة ويشكِّل جزءًا من "محور المقاومة" بقيادة إيران، كمجموعة محلّية داخل اليمن. ولطالما استُهين بالتهديد الذي تشكّله هذه الحركة على الساحة الدولية بسبب بُعدها الجغرافي عن الولايات المتّحدة وإسرائيل. ولكنْ، بعد سيطرة الحوثيّين على صنعاء واستيلائهم على الحكم في اليمن عام 2014، بسطوا سيطرتهم بالقوّة على مساحات واسعة من البلاد، ما دفع بالمملكة العربية السعودية إلى تشكيل تحالف تحت قيادتها للتدخُّل عسكريًّا في اليمن في آذار/مارس 2015. وأشعل ذلك مواجهة جيوسياسية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربيّة المتّحدة لا تزال مستمرّة حتى اليوم. يُعزى هذا النزاع المديد عادةً إلى الصراع بين إيران والمملكة العربية على السلطة والنفوذ في اليمن. إلا أنّ هذا التحليل يُغفِل استراتيجية إيران الأوسع نطاقًا، التي تقوم على إنشاء شبكة عابرة للحدود الوطنيّة ومؤلَّفة من جهات فاعلة شيعية عمومًا تحت راية "محور المقاومة"، يمكنها زعزعة الاستقرار في الدول العربية وفي مناطق أخرى.
أثبت تضامُن الحوثيّين مع "حماس"، عبر شنِّهم هجمات موجَّهة ضدَّ إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023 نفوذ إيران وأهدافها في اليمن بوضوح. فعبر مهاجمة إسرائيل مباشرة، وسَّع الحوثيُّون رقعة النزاع الإقليمي الدائر، بالتوازي مع الخطوات التي اتَّخذتها جماعات أخرى في سوريا والعراق ولبنان، كما فرضوا على جهات عدَّة في الشرق الأوسط تعديل حساباتها الاستراتيجية، ما زاد من تعقيد خارطة التحالفات والعداوات المتشابكة أساسًا في المنطقة. وبالرغم من المسافة الجغرافية التي تفصل الحوثيّين عن إسرائيل وقدراتهم التي يعتبرها البعض محدودة، فلا يمكن الاستهانة بالتهديد الذي يشكِّلونه، إذ إنّهم قادرون على عرقلة الجهود الدبلوماسية وزعزعة استقرار المنطقة، ما قد يؤدّي إلى عواقب لا تُحمَد عقباها.
دوافع وبروباغندا الحوثيّين
في 31 تشرين الأول/أكتوبر، شنَّ الحوثيُّون هجومًا فاشلًا بالصواريخ والمسيَّرات استهدفوا فيه مدينة إيلات الإسرائيلية السياحيَّة المُطِلَّة على البحر الأحمر، ما تسبَّب بانفجارات في بلدتَيْن مصريَّتَيْن قرب الحدود مع إسرائيل. وفي 8 تشرين الثاني/نوفمبر، زعم الحوثيُّون أنهم أسقطوا مسيَّرة أمريكية من طراز "إم كيو-9 ريبر" وشنُّوا هجمات بالصواريخ على إسرائيل. ثم في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، أطلقوا صواريخ بالستيَّة إضافية نحو أهداف إسرائيلية، بما فيها إيلات، اعترضها الجيش الإسرائيلي. تشير هذه الأحداث مجتمعةً إلى ارتقاء كبير في نطاق الهجمات الحوثيَّة وشدَّتها.
تعود هجمات الحوثيّين على إسرائيل بشكل أساسي إلى استراتيجيَّتهم المتعدِّدة الأوجه، التي تقوم على أيديولوجيتهم المعادية بشدَّة للسامية ورغبتهم في التموضع ضمن المحور الإقليمي الإيراني المناهض لإسرائيل. ويعكس تزامن هجمات الحوثيّين مع هجمات "حماس"، وهي حركة فلسطينيَّة إسلاميَّة سنِّيَّة مدعومة من إيران، النمط العام الذي اتَّبعته الجماعات المؤيّدة لإيران على مدى العقدَيْن الأخيرَيْن، ما يدلّ على التزام هذه المجموعات باستراتيجية أعمّ بتوجيه من طهران.
على المستوى الاستراتيجي، تحقِّق هجمات الحوثيّين على إسرائيل عددًا من أهداف الحركة؛ فهي تعزِّز موقفها المناهض لإسرائيل وتستحصل بالتالي على المزيد من الدعم الإيراني. كذلك، غالبًا ما تصوِّر البروباغندا الحوثية اليمن على أنّه ضحية لمؤامرة سعودية-أمريكية-إسرائيلية، وقد نجحت هذه السرديّة في حشد الدعم محلّيًّا. وتهدف هذه المساعي أيضًا إلى زعزعة أمن الحكومات العربية التي طبَّعت علاقاتها مع إسرائيل.
في ظلّ الغارات الجوِّية الشديدة التي تشنُّها إسرائيل وهجومها البرّي الآخذ في الاتِّساع في غزَّة، وارتفاع عدد القتلى الفلسطينيّين، يصوِّر الحوثيُّون أنفسهم على أنهم حُماة القضيَّة الفلسطينيَّة، مدَّعين أنَّ أفعالهم هي إجراءات دفاعيَّة ضدَّ التدخُّل الأجنبي. ففي 10 تشرين الأول/أكتوبر ألقى زعيم الحركة الحوثية عبد الملك الحوثي خطابًا بُثَّ على شاشات التلفزة، أشاد فيه بعمليَّة 7 تشرين الأول/أكتوبر واعتبر أنَّ دول الغرب، وخصوصًا الولايات المتَّحدة والمملكة المتَّحدة، متواطئة في الظلم اللاحق بالفلسطينيّين. ودعا الحوثي إلى تضامُنٍ إسلاميٍّ في وجه ما أسماه العدوان الغربي، ما قد يفاقِم التوتُّرات الطائفية في المنطقة المضطربة أساسًا.
على الصعيد المحلِّي، يريد الحوثيُّون أن يُثبِتوا لخصومهم أنَّهم أقوياء ولا يمكن هزيمتهم بسهولة. فتتمثَّل غايتُهم في إثباط معنويات خصومهم المحليّين ودفعهم إلى القبول تدريجيًّا بالقيادة الحوثية كأمر واقع. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى القضاء على الأمل في التغيير الديمقراطي عبر إظهار الحركة الحوثية كقوَّة مُتمكِّنة ودائمة في المنطقة.
بالرغم من افتقارهم لسلسلة التوريد الواسعة كغيرهم من وكلاء إيران، على غرار "حزب الله"، يمتلك الحوثيُّون صواريخ ومسيَّرات فعَّالة تشكِّل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والعمليَّات البحريَّة. كذلك، فإنَّ استعداد الحوثيّين لاستخدام هذه القدرات ضدّ إسرائيل يحمل رسالة قوّة وتحدٍّ. في الوقت نفسه، تصرف هذه الاستراتيجية الانتباه عن الصعوبات التي تواجهها الحركة على مستوى الحكم داخليًّا، وتعزِّز صورتها كجهة فاعلة إقليميَّة مؤثِّرة، وتُثبِت براعتها في شنِّ هجمات عسكريَّة في محاولة لنيل الاحترام، وتوطيد سلطتها، والتحكُّم بالسرديَّات على المستويَيْن المحلِّي والإقليمي.
فسّر عدد من المحلّلين إعلان الحوثيّين الحرب على إسرائيل كمسعى استراتيجي لكسب النفوذ. وفي حين أنَّ وجهة النظر هذه لا تخلو من الحقيقة، ينبغي أيضًا الاعتراف بأهمِّية الخطوات الحوثيَّة وتداعيتها الفوريَّة والطويلة الأمد على الجغرافيا السياسية للمنطقة. فهدف الحركة الصريح المتمثِّل في تدمير إسرائيل والولايات المتَّحدة هو جزء أساسي من عقيدتها، بالرغم من قدرتها المحدودة على تحقيق هذا الهدف. ولا يساهم هذا الموقف العدائي المتشدِّد في تعزيز أجندة الحوثيّين فحسب، بل هو ضروري أيضًا للحفاظ على علَّة وجود الحركة. أمَّا الخطر الحقيقي فيكمن في عدم القدرة على التنبُّؤ بالخطوات التي قد يتَّخذها الحوثيون وفي قدرتهم على شنِّ هجمات عنيفة ذات تداعيات إقليميَّة كبرى، مثل الهجوم بالمسيَّرات على مطار أبها في المملكة العربية السعودية في شباط/فبراير 2022.
مخاطر التصعيد والآثار الإقليمية
ما زال خطر امتداد رقعة النزاع وارِدًا، بما في ذلك تهديد القواعد الأمريكية ودول الخليج ومسارات النقل البحري الحيويّة. فقد ذكرَ كبير مفاوضي الحوثيّين، محمد عبد السلام، صراحةً إسقاط مسيَّرة أمريكية في أجواء اليمن، مؤكِّدًا في 10 تشرين الثاني/نوفمبر التزام الحركة بدعم "حماس" والقضيَّة الفلسطينية. وقال في هذا الإطار: "سنظل في اليمن نتحمَّل مسؤوليتنا أمام الله، تجاه فلسطين، مهما كلَّف ذلك من ثمن".
فضلًا عن ذلك، سبق أن استهدف الحوثيون ناقلات النفط والبنى التحتية في البحر الأحمر، وهدّدوا مجدّدًا بمهاجمة السفن الإسرائيلية هناك، ما يسلِّط الضوءَ على قدرتهم على عرقلة التجارة والأمن الإقليميَّيْن. وباتوا يركِّزون أكثر فأكثر على الإمارات العربية المتَّحدة في خطابهم وتصريحاتهم نظرًا إلى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.
بفضل قدراتهم المعزَّزة والدعم الإيرانيّ، قد يستمرُّ الحوثيُّون في مهاجمة إسرائيل ويوسِّعون نطاق أهدافهم، ما يهدِّد الاستقرار الإقليمي. ويُحتمَل أن يؤثِّر هذا التصعيد بشدَّة في اقتصاد دول الخليج وأمنها، ما قد يتسبَّب باضطرابات في أسواق النفط العالميَّة ويغيِّر ديناميَّات النزاع في اليمن.
ومع أنَّ قوَّتهم العسكرية محدودة مقارنةً بالجهات الحكومية، يركِّز الحوثيُّون على حروب الاستنزاف والتخريب. وقد كشفوا عن أسلحة متطوِّرة في عروضهم العسكريَّة الأخيرة، بما في ذلك صواريخ مجنَّحة للهجمات الأرضيَّة، وصواريخ بالستيَّة دقيقة، ومسيَّرات انقضاضيَّة، وصواريخ بالستيَّة متوسطة المدى تصل إلى أكثر من 1,000 كلم، بعضها إيراني، ما يدلُّ على زيادة في القدرات الهجوميَّة.
تشكّل فاعلية الترسانة الحوثية، وخصوصًا الصواريخ المضادة للسُّفُن القادرة على استهداف مسارات النقل البحري، تهديدًا خطيرًا. صحيح أنَّ العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران عادت في آذار/مارس الماضي ووافقت إيران بحسب التقارير على وقف شحنات السلاح إلى الحوثيّين كجزء من الصفقة (وهو وعدٌ لم تفِ به)، إلا أنّ استعداد الحوثيّين المستمرَّ للاستفادة من التوتُّرات الإقليمية يُظهِر عدم فاعلية تلك التدابير. لذا، يجب على المجتمع الدولي، وخصوصًا الجهات المعنيّة بأمن منطقتَيْ الخليج والبحر الأحمر، أن يبقى متيقظًا تحسُّبًا لأيّ خطوات قد يتَّخذها الحوثيُّون ولقدراتهم المتزايدة.
لا شكّ في أنّ سلوك الحوثيّين سيعقِّد المحادثات السعودية-الحوثيَّة الهشَّة، إذ تستمرُّ الحركة في إظهار التزامها بالعمل لمصلحة إيران وأهدافها على حساب الأمن القومي اليمني والاستقرار الإقليمي في منطقة الخليج. فتقوِّض هجمات الحوثيّين مساعي بناء الثقة وتزيد من التوتُّرات بين الأطراف. كذلك، فهي تُثني المملكة العربية السعودية، التي تواجه ضغوطًا دولية لوقف تدخُّلها العسكري في اليمن، عن المشاركة في مفاوضات مع الحوثيّين. على الضفَّة المقابلة، يعتبر الحوثيُّون أنَّ تكتيكاتهم الهجوميَّة ناجعةٌ، ما يقلِّل من استعدادهم للانخراط في تسويات. وعليه، فإنَّ آفاق الحلِّ السلمي للنزاع تبدو أبعد فأبعد، فيما لا يزال المسار المستقبلي محفوفًا بالمخاطر.
المرحلة المقبلة: الاستراتيجيات وردود الفعل
عمليّات الحوثيّين هي بمثابة اختبار حاسم للمجتمع الدولي لتحديد مدى تسامحه مع النفوذ المتزايد للمجموعات الإرهابيَّة والميليشيات المارقة وغيرها من الجهات غير الحكوميَّة، وردود الفعل المُحتَمَلة تجاهها. فتتحدَّى هذه المجموعاتُ بتصرُّفاتها القوى العالمية، التي تعجز عن كبحها بالرغم من تفوُّقها التقني ومواردها الوفيرة. ويحظى ذلك بأهمية كبرى خصوصًا مع الزخم الذي اكتسبه مسار تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل قبل الهجوم الإرهابي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر والحرب التي استتبعها ذلك على غزّة.
في هذه المرحلة، ينبغي على الولايات المتَّحدة أن تعزِّز تحالفاتها في الشرق الأوسط. ومع اشتداد القلق الأمني جرَّاء هجمات الحوثيّين والجهات الفاعلة غير الحكومية الأخرى، يبدو واضحًا أنَّ التعاون وتشارُك الاستخبارات بين القوى الإقليمية يزداد أهمِّيَّة. فهذه الجهود لا تساهم في مواجهة التهديدات الفوريَّة بفاعلية فحسب، بل أيضًا في صياغة استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. فضلًا عن ذلك، ينبغي أن تستمرَّ الولايات المتَّحدة في اعتراض الصواريخ والمسيَّرات الحوثية من خلال جهودها الحالية وحضورها البحري.
بمعزل عن دلالاتها الرمزية، تكشف الهجمات الحوثية على إسرائيل تهديدًا فعليًّا، خصوصًا في ظلِّ سجلِّ الحركة الطويل في شنِّ هجمات معقَّدة بالصواريخ والمسيَّرات على السعودية والإمارات. وتدلُّ هذه الهجمات أيضًا على استعداد الحركة لتنفيذ أعمال إرهابية، واستخفافها بالحدود الدولية، ورغبتها في زعزعة السلام الإقليمي. يستلزم هذا الوضع يقظةً دوليَّةً وإعادة تقييم لدور الحوثيّين في مشهد الأمن الإقليمي الأوسع نطاقًا. فقدرات الحركة، التي يزيدها الدعم الإيراني قوّة، دليل على هشاشة الوضع في الشرق الأوسط وعلى المخاطر التي تطرحها المجموعات التي تسعى إلى استغلال النزاعات الإقليمية.
لابدّ من اتّباع نهج متوازِن لمواجهة التهديد الحوثي، يجمع بين التدابير الأمنية القويَّة والجهود الدبلوماسية لمعالجة المسائل السياسية والاجتماعية الأساسية التي تصبُّ الزيت على نار هذا النزاع. يشمل ذلك رعاية حلٍّ ساسيٍّ في اليمن، والحدَّ من نفوذ إيران الإقليمي، ومعالجة المخاوف الإنسانية. ومن الضروري أيضًا وقف تدفُّق الأسلحة والدعم المالي إلى الحوثيّين، وخصوصًا من إيران. في هذا السياق، يمكن للعقوبات المحدَّدة الأهداف والضغوط الدبلوماسية أن تحدَّ من قدرات الحوثيّين العملانيَّة وتحثُّهم على المشاركة في محادثات السلام. إلا أنّ الاستهانة بالحوثيّين أو عدم التعامُل مع السياق الأعمّ لاستراتيجية إيران الإقليمية قد يؤديان إلى عواقب كارثية، ما يؤكّد الحاجة إلى استجابة دولية شاملة ومنسَّقة لضمان الاستقرار والأمن الإقليميَّيْن.
فاطمة أبو الأسرار باحثة غير مُقيمة في معهد الشرق الأوسط.
معهد الشرق الأوسط مؤسّسة مستقلّة وحياديّة وتعليمية لا تبغي الربح. لا يشارك المعهد في أنشطة المناصرة، وآراء الباحثين لا تعبّر عن آراء المعهد. يرحّب معهد الشرق الأوسط بالتبرّعات المالية، لكنّه يحتفظ بالحقوق التحريرية الحصرية في أعماله، كما أنّ المنشورات الصادرة عنه لا تعبّر سوى عن آراء كتّابها. يرجى زيارة هذا الرابط للاطّلاع على لائحة بالجهات المانحة لمعهد الشرق الأوسط.